سجَّل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش رقما قياسيا بسرعة غزو واحتلال العراق، ولم يتفوق عليه إلا الزعيم الألماني هتلر في احتلاله لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، حيث تحقق ذلك في أسبوعين فقط (10 مايو إلى 25 من الشهر نفسه في العام 1940)، في حين استغرق الغزو للعراق في ربيع العام 2003 ثلاثة أسابيع فقط لتحتل القوات الأميركية العراق، وعلى الطرف الآخر فقد شرع أبناء العراق في مقاومة تُعد الأسرع في العصر الحديث، إذ لم تبدأ مقاومة بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على الاحتلال، وقدمنا على ذلك أدلة موضوعية وتأريخية في كتابنا عن المقاومة العراقية الصادر في العام 2013 عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت بعنوان (البركان ـ قصة انطلاق المقاومة العراقية) حيث أجرينا دراسة للمقاومات الأشهر في العصر الحديث، وهي تجارب المقاومة الفيتنامية ضد القوات الأميركية والمقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي والمقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفرنسية للاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية، إذ استغرق انطلاق تلك المقاومات فترة تراوحت بين 15 شهرا و15 عاما لتبدأ أولى خطواتها، في حين شرع المقاومون في العراق خلال ساعات من بداية الاحتلال في هجمات مميتة، وتم تثبيت يوم العاشر من نيسان ـ أبريل من العام 2003 باعتباره اليوم الأول للاحتلال وهو اليوم الأول للمقاومة أيضا، ففي هذا اليوم تمكن المقاومون في العراق من قتل اثنين من الجنود الأميركان في بغداد وهم كل من (Terry w hemigway من ولاية willingbore.n.J. عمره 39 سنة وقُتل ببغداد يوم 10/4/2003م وهو من قوات النخبة في الجيش الأميركي المارينز)، والجندي الثاني الذي قتلته المقاومة في العراق في اليوم الأول للاحتلال أيضا 10-4-2003 هو(jeffery E. edward من مدينة OSSSIAN وعمره 39 سنة أيضا وهو من المارينز).
لقد انطلقت المقاومة بهذه السرعة واستمرارها بالطريقة المبهرة المعروفة للجميع، وكان أول من يعرف ذلك الأميركان، حيث تلقت قواتهم أشرس وأقوى الهجمات وتكبدوا خسائر جسيمة وصلت خلال أول عشرين يوم من الاحتلال إلى اثنين وعشرين قتيلا استنادا إلى بيانات الجيش الأميركي الموثقة، في حين يذكر شهود عيان عراقيون قصصا كثيرة عن قتلى بأعداد أكبر من تلك التي أعلنها الجيش الأميركي في حينها، ووثقت تلك الخسائر عدة مواقع وصحف أميركية، فقد أفردت صحيفة “الواشنطن بوست” قسما خاصا بالخسائر الأميركية ومثل ذلك فعلت صحيفة “يو أس تودي” كما بادر مهندس معلوماتية أميركي اسمه مايكل وايت لإطلاق موقع يوثق تلك الخسائر، وفي واقع الحال حاولت تلك الجهود الأميركية تكريس ثقافة التلاعب بالحقائق التي سار عليها الرئيس الأميركي بوش منذ منعه وسائل الإعلام تغطية وصول جثامين الجنود الأميركان من العراق وأفغانستان.
لقد تحقق في هذه المحنة والمأساة العراقية أسرع ثلاثي خلال ثلاثة أسابيع: الغزو والاحتلال والمقاومة.
وليد الزبيدي
جرائد
عربية
مواقع
صديقة
بحث غوغل
بحث في
الموقع
المتواجدون
الآن
عدد زيارات الموقع 28353146
روابط
جميع الحقوق محفوظة لموقع هيئة عشائر العراق 2012 -
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع