وقال مسؤول سياسي "الشارع ملّ هذه التصرفات خارج القانون ويريد حسمها بأسرع وقت، لكن لا توجد قيادة صلبة والجيش لا يتحرك إذا لم ير قيادة شجاعة وكذلك الأمر بالنسبة إلى باقي الأجهزة الأمنية".
ونتيجة عدم وجود قدرة سياسية وعسكرية على المواجهة المباشرة مع الفصائل المسلحة، اختار الكاظمي فتح قنوات اتصال مع إيران أملا في حملها على التدخل لكبح جماح الفصائل.
وزار المبعوث الرئيسي لرئيس الوزراء أبوجهاد الهاشمي طهران قبل أيام والتقى عددا من المسؤولين الإيرانيين، وفق ما ذكر مسؤول عراقي رفيع المستوى.
بالنسبة لجياد، حاول الهاشمي إقناع إيران بكبح حلفائها في العراق ووقف الهجمات على الدبلوماسيين والجنود الأميركيين.
وبدأت الهدنة التي وافقت عليها فصائل موالية لإيران لوقف الهجمات في الخريف الماضي، بالتلاشي بالفعل بعد سلسلة هجمات استهدفت السفارة الأميركية وقوافل لوجستية عسكرية.
وذكر مسؤول عسكري أميركي بأنه حتى خلال "الهدنة"، كانت طائرة استطلاع بدون طيار تحلق مرات عدة كل أسبوع فوق السفارة الأميركية والمجمع العسكري المجاور الذي تتواجد فيه قوات دولية.
وقامت السفارة الأميركية في بغداد التي تعد إحدى أكبر سفارات الولايات المتحدة في العالم، مع نهاية العام الماضي، بإعادة موظفيها غير الأساسيين إلى بلادهم.
وشهدت في 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، أكبر خرق أمني منذ سنوات عندما داهم حشد غاضب، غالبيته من المؤيدين لكتائب حزب الله، محيط السفارة وأضرموا النيران عند بوابتها. وبعدها بيومين، جاءت الضربة الجوية التي قتل فيها سليماني والمهندس.
وتحدث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته هذا الأسبوع في تغريدة، عن "ثرثرة حول هجمات إضافية ضد أميركيين في العراق"، مضيفا "إذا قتل أميركي، سأحمل إيران المسؤولية".
وأبدى مسؤول عراقي نهاية الأسبوع تخوفه من أن يلجأ المسؤولون الإيرانيون إلى التصعيد، بما في ذلك هجمات صاروخية متجددة، بهدف ممارسة ضغط على الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
وكان مسؤولون عراقيون ذكروا قبل أسابيع، أن خفض السفارة الأميركية عدد موظفيها، هو بسبب "تحفظات أمنية"، وهو إجراء مؤقت.
وقال مسؤولون عراقيون وغربيون في الأسابيع الأخيرة إن ذلك قد يشير إلى استعداد الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري، فيما قال دبلوماسي غربي "ستحتاج الولايات المتحدة إلى إخراج موظفيها قبل أن تتصرف، حتى لا يتم استهدافهم في أي انتقام محتمل".
واتّهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالسعي إلى اختلاق "ذريعة لشن "حرب"، في توقيت يشهد فيه تصاعدا جديدا للتوتر بين البلدين.
ونشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات نيميتس أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في الخليج كما حلّقت قاذفتان أميركيتان من طراز بي-52 في أجواء المنطقة في استعراض قوة موجّه خصوصا ضد إيران، لكن شبكة "سي إن إن" الأميركية قالت الخميس، إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر قرر سحب حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من منطقة الخليج العربي.
وجاء في تغريدة ظريف "بدلا من مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ينفق دونالد ترامب المليارات لإطلاق قاذفات بي-52 ونشر أسطول في منطقتنا"، مضيفا "معلومات عراقية أفادت بوجود مؤامرة لاختلاق ذريعة بغية شن حرب".