وقال بيطار "إن هذه الطبقة السياسية غير قادرة جينيا على إقرار الإصلاحات البنيوية الضرورية، لأنها تستفيد كثيرا من النظام الحالي".
وكتبت الأخبار الموالية لحزب الله في صدر صفحتها الأولى "حكومة الحريري: حاجة حزب الله وسط العاصفة".
وأضافت في قصتها الرئيسية عن الحكومة أن حزب الله استفاد بشكل خاص من الحكومة التي تشكلت بقيادة الحريري.
وأوضحت "الحريري بواجهته الغربية والخليجية قد يكون صمام أمان ومساعدا في احتمالات مفتوحة تتعلق بالعقوبات الأميركية المتصاعدة سواء ما يتعلق بسوريا أو إيران وجنوح إسرائيل نحو أي عملية ضد لبنان أو لبنان وسوريا معا".
وقال دبلوماسي غربي كبير إن معارضي حزب الله سيراقبون عن كثب كيفية إدارة وزارة الصحة.
وأضاف "الأحزاب الأخرى ستراقب عن كثب الأموال التي لدى حزب الله في الوزارة وسترفع صوتها بالاعتراض عندما يحدث شيء لأنها تعلم أن الأميركيين ينظرون في ذات الاتجاه".
وقال وزير الصحة الجديد جميل جبق إن أولوياته تشمل تحسين المستشفيات الحكومية وخفض أسعار الأدوية.
وأسس الحرس الثوري الإيراني جماعة حزب الله في عام 1982، وهي أقوى الجماعات اللبنانية على الإطلاق. وتنامي نفوذها في المنطقة منذ انضمامها إلى الحرب في سوريا دعما للأسد.
ويتم توزيع المناصب الحكومية في لبنان وفقا لنظام طائفي معقد، يضع سقفا لما يمكن أن تسيطر عليه أي جماعة بمفردها.
ومنصب رئيس الوزراء مخصص للسنة وهو منصب يشغله الحريري الآن للمرة الثالثة نظرا لوضعه كأكبر زعيم سني.
لكن هيمنة الحريري على السنة اهتزت في انتخابات مايو/أيار التي خسر فيها أكثر من ثلث مقاعده في البرلمان وذهب كثير منها إلى سنّة متحالفين مع حزب الله. وتمكن الأخير من ضمان مقعد وزاري لأحد حلفائه السنة.
ويشكل هذا مكسبا كبيرا لحزب الله وحلفائه الذين يسعون منذ فترة طويلة لتقويض هيمنة عائلة الحريري على السنة منذ الحرب الأهلية.
ومع تنامي نفوذ حزب الله، حولت السعودية تركيزها بعيدا عن لبنان إلى ربوع أخرى في المنطقة، وهو ما أضعف خصوم الجماعة الذين كانوا يستفيدون من دعم المملكة، لكن الرياض أكدت مؤخرا أنها ستواصل دعم لبنان حفاظا على استقراره.
واضطر حزب القوات اللبنانية، الجماعة المسيحية المناهضة بشدة لحزب الله والمتحالفة مع الحريري، إلى تقديم تنازلات كبيرة خلال المشاحنات السياسية على مدى تسعة أشهر حول الحقائب الوزارية برغم أنه زاد عدد مقاعده في البرلمان.
ولم يضطر أكبر حليف مسيحي لحزب الله وهو الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي ينتمي له، إلى تقديم تنازلات بذات الدرجة.
وكان التنازل الأكبر هو منح الحلفاء السنة لحزب الله المجال الذي يحتاجونه للانضمام للحكومة وهي التي كانت نقطة خلاف بين الحلفاء، لكن عون الذي يدعم حمل حزب الله للسلاح لا يزال يسيطر على ثلث الحكومة.
يقول نبيل بومنصف وهو منتقد لحزب الله وكاتب عمود في صحيفة النهار اللبنانية "بالتأكيد نفوذ حزب الله إلى تنامي واتساع ولا يمكن إنكار ذلك أبدا"، مشيرا إلى أن حلفاء الحريري أخفقوا في تحقيق كل مطالبهم.
وأضاف "الخلل الاستراتيجي في الموضوع يؤكد أن لحزب الله نفوذ قوي في هذه الحكومة أكثر من الحكومة السابقة حتما".